vendredi 22 février 2013

حقوقي, جسدي



يعد ّ العنف ضد المرأة تجاوزا صارخا لحقوق الانسان وانتهاكا لكل المواثيق و المعاهدات الدولية وهو اعتداء مباشر على جسد المرأة و روحها و كيانها كإنسان.

و قد عرّفته منظمة الامم المتحدة في الاعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأةعلى انه " اي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس و يترتب عليه او يرجح ان يترتب عليه اي  أذى او معاناة للمرأة سواء كان من الناحية الجنسية او  الجسمانية او النفسية بما ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل او القسر او الحرمان التعسفي ضمن الحرية سواء ذلك في الحياة العامة او الخاصة.

والعنف ظاهرة شائعة قديمة فرضتها منظومة اجتماعية متكاملة بنيت على مجموعة من الافكار و العقائد الموروثة وعملت منذ قرون و
 مازالت تعمل في المجتمعات المتقدمة منها و المختلفة تحت اغطية الاعراف و التصورات الدينية المنغلقة التي تذهب الى ضرورة حماية المرأة باعتبارها كائنا هشا و ضعيفا و انسانا ناقصا عقلا و دينا.

اضافة الى تلك القوالب الجاهزة و الادوار الاجتماعية المتوافق عليها المحددة للرجال و النساء التي تم تكريسها  و تثبيتها عبر اجيال الى ان اصبحت جزءا لا يتجزأ من الممارسات الاعتيادية تجعل من الرجل يثبت و جوده داخل الاسرة و داخل المجتمع و يحقق اسطورة التفوق الذكوري  على الأنثوي فيصبح الايذاء الجسدي و الجنسي و الاغتصاب مبررا من قبل الزوج و الاب و الاخ الاكبر و مشروعا، ففي الحد من حريتها و استقلالها و حرمانها من ابسط حقوقها حفاظ على الدين و الاخلاق و الشرف.
كما ان المرأة تحمّل معظم الاحيان مشاكل لا دخل لها فيها كارتفاع نسبة البطالة و تفكك الاسرة و الاكتظاظ السكاني بدعوى ان خروجها للعمل و مشاركتها في الحياة المهنية سبب رئيسي في اندلاع هاته الظواهر .

و تصنف الاتفاقيات الدولية العنف الى :

-العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي يحدث في اطار المجتمع العام و هو عنف مجتمعي تقوم به الافراد خارج نطاق مؤسسات السلطة بما في ذلك الضرب و الاعتداء الجسدي داخل الاسرة و اغتصاب الزوج لزوجته  بالإكراه و الحرمان الاقتصادي للمرأة من زوجها او طليقها او تلك الجرائم المرتكبة بسبب المهر)تحدث في اسيا و افريقيا لعدم مقدرة المرأة دفع المهر) و ختان الاناث و القتل تحت ما يسمى "شرف العائلة "و غيرها من الممارسات التقليدية الشنيعة .
اضافة الى المضايقات الجنسية  التي تتعرض لها المرأة في الاماكن العمومية  فهي  تتعرض أحيانا للضرب في مجال عملها من قبل الرئيس او زملائها و الاهانة و التحقير و التقليل من الاجر او مصادرته في بعض الاحيان وتارة يتم طردها من العمل ان لم يتم استغلال انوثتها.

- العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي  ترتكبه هيئات و مؤسسات الدولة الرسمية التي تعطي الاولوية للرجال في تقلد المناصب العليا
 و الاساسية و تحرم المرأة منها عن طريق تمرير قوانين ابوية ذكورية تحمي القائمين بالعنف و تتغاضى عن الممارسات المسلطة ضدها خاصة في الدول الفقيرة المتخلفة التي يسود فيها الاضطهاد و الاستبداد فعنف الدولة هو صورة من عنف المجتمع.
وقد تزايدت ظاهرة العنف ضد المرأة بعد ثورات" الربيع العربي" خاصة الاحداث الواقعة بميدان التحرير خلال مليونيه الذكرى الثانية للثورة المصرية،حيث تعرضت العديد من المتظاهرات الى عمليات تحرش و اغتصاب جماعيالهدف منها هو اخماد صوت المرأة و قهر ارادتها و انتهاك حقها في التظاهر السلمي فانتفضت جميع نساء العالم يوم 13 فيفري 2013 تضامنا مع النساء المصريات في حقهن في التعبير عن الراي بكل حرية.

الا ان الهتافات و الشعارات وحدها لا تكفي لإجهاض ظاهرة العنف ضد المرأة بل تتطلب ضرورة تظافر جميع المؤسسات السياسية و الاجتماعية و نشر ثقافة حقوق الانسان على اساس المساواة بين الجنسين و ضرورة التصديق على كل المعاهدات و الاتفاقيات التي تدين العنف و التمييز فاذا المرأة ارادت يوما الحياة فلا بد  ان يستجيب المجتمع .


سحر العشي
الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية


.

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire