mercredi 7 novembre 2012

الخطوة الأخيرة قبل الفوز بميدالية الحياة

سباق الشباب من أجل إلغاء عقوبة الإعدام
"استيقظنا على خطوات مكتومة في ممر الموت بسجن القنيطرة في المغرب. كان الوقت فجرا والممر تحت ضوء شاحب لمصابيح قديمة. سمعنا ارتجاج المفاتيح. كان كل واحد منا مسمرا وراء الكوة الصغيرة لزنزانته، حينما مرت أمام أعيننا كوكبة من حراس السجن يسندون صديقنا (س) الذي كان لا يقوى على الوقوف على قديمه. أدركنا لحظتها أنهم يسيرون به نحو ساحة الإعدام.
في الصباح أتى الحراس يفتحون الزنازن بوجوه صفراء، وكانت زنزانة صديقنا (س) موحشة تفوح منها رائحة الموت، وعلى الجدار صورة لطفلة صغيرة تبتسم ببراءة...."

شهادة أحمد الحو في مخيم شباب أمنستي في شتنبر 2012. محكوم سابق بالإعدام في المغرب، أطلق سراحه بعد حملة عالمية لمنظمة العفو الدولية.   

كان أحمد الحو يروي لشباب أمنستي تجربته في مواجهة الإعدام، بعد أن اعتقل لأسباب سياسية تتعلق بمعارضته لنظام الحكم في المغرب.
ازداد إيمان الشباب، وهم يسمعون هذه الحكاية الحزينة، قوة بأن معركة مناهضة عقوبة الإعدام يجب أن لا تتوقف.

كان شباب أمنستي قد انطلقوا في حملة واسعة لمناهضة عقوبة الإعدام في المغرب، وباقي أنحاء العالم  منذ ما يزيد عن ست سنوات. استطاعوا مع غيرهم من المدافعين عن حقوق الإنسان إنشاء الائتلاف المغربي من أجل مناهضة عقوبة الإعدام، وطافوا المغرب ينظمون حملات تحسيسية وسط جمهور مسلم يعتقد بإيمان راسخ أن عقوبة الإعدام حق من حقوق الله. استعملوا مسرح الشارع، وخرجوا إلى الساحات العمومية مطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام، ووقعوا العرائض والمناشدات لكسب تأييد الحكومة، وأنتجوا شرائط فيديو، والتقوا في مناظرات وندوات مع زملائهم طلاب الجامعات والمعاهد العليا، وظل الهدف دائما توسيع النقاش العمومي حول عقوبة الإعدام وصولا إلى القضاء عليها.

تقول ميسون البالغة من العمر 18 سنة، أنها حينما انضمت إلى حركة شباب أمنستي ضد عقوبة الإعدام أحست بأن العالم يمكن أن يتغير نحو الأفضل بوضع عقوبة الإعدام في متحف التاريخ.
في سنة 2009، شاركت مع مجموعة من شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مباراة أحسن مدونة لمناهضة عقوبة الإعدام نظمها الفرع المغربي. لم يكن يهمها أن تفوز بجائزة أحسن مدونة، ولكنها كانت تحلم بأن تفوز بإنقاذ حياة إنسان ما في بلد ما من العالم، وهي تخوض معركتها الصغيرة في فضاء الانترنيت لدفن عقوبة الإعدام إلى الأبد.

وبعد حوالي ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، وتحديدا يوم 10 أكتوبر2012، كانت تقف إلى جانب صديقاتها وأصدقائها الشباب أمام البرلمان المغربي، يحتفلون بالذكرى العاشرة لليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام. كان الشباب في هذا اليوم يحيط بهم جمهور كبير من الناس من مختلف الأعمار يعلنون انضمامهم إلى حركة الشباب من أجل إلغاء عقوبة الإعدام. 
عبد القادر السفيري، سجين سابق حكم عليه بالإعدام وتبنت منظمة العفو الدولية قضيته، في تحرك مع شباب منظمة العفو الدولية، 16 أكتوبر 2012

أدركت ميسون أن جهودها لم تذهب سدى، فهاهم انصار إلغاء عقوبة الإعدام يزداد اعدادهم يوما بعد يوم، وشباب أمنستي تتوسع قاعدتهم في كل أنحاء المغرب وتتقوى أنشطتهم، يحركون الرأي العام ويحشدون المزيد من التأييد، ويصيرون أكثر عزما وإصرارا على الذهاب في معركتهم وهم ينخرطون في التظاهرات السلمية لشباب الربيع العربي الذي نزل إلى الشوارع بالآلاف في العام الماضي يطالب بالكرامة. وبفعل قوة الشباب ونجاحه في توليد ضغط شعبي كبير، اضطرت الحكومة المغربية إلى وضع دستور جديد ينص على الحق في الحياة.

وقبل أن ينسحب الشباب من ساحة البرلمان بعد عرض مسرحي مثير، شارك فيه محكومون سابقون بالإعدام، وتم حشد مئات توقيعات الناس على مناشدات بخصوص حالات المحكوم عليهم بالإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية و وإيران والعراق وفلسطين، وجهوا نداء إلى البرلمانيين المغاربة يحثونهم فيه على عقد دورة تشريعية لإلغاء عقوبة الإعدام.

في تلك اللحظة، كانت بعض الأخبار الطيبة تصل إلى الشباب بأن مجموعة من البرلمانيين المغاربة قرروا تشكيل"شبكة للبرلمانيين من أجل إلغاء عقوبة الإعدام". ومع هذا الفوز الجديد، أحس الشباب أنهم يقتربون من خط نهاية السباق من أجل الفوز بميدالية الحياة.

منظمة العفو الدولية-المغرب


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire