mardi 11 septembre 2012

جدل حول العدالة الانتقالية في تونس

 إشكاليات
  يطرح ملف العدالة الانتقالية في تونس العديد من علامات الاستفهام والجدل، كون تونس  مرت بالعديد من الإنتهاكات التي كانت في عهد الرئيس بورقيبة و بن علي،  علامات الأستفهام  هذه تؤرق الضحايا وجلاديهم على حد السواء، فأنظمة قائمة على الأستبداد والقمع لا يمكن ان تكون عاشت كل هذه الفترة إلا بدعم منظومة كاملة من المعاونين  لهذا النظام من أشخاص  كانوا  على دراية  بأن كل هذه الأفعال هي  انتهاك  صارخ، وهذه المنظومة تكون قضائية وإعلامية وسياسية، ولابد بعد  هذه الفترة التي شهدت العديد من الإنتهاكات  من  الحديث عن العدالة الأنتقالية وكيفية انصاف الضحايا من جلاديهم، كما حدث في نماذج عديدة  من دول خرجت من تحول سياسي وديمقراطي وخروج من حقبة الأستبداد إلى حقبة الحريات ودولة القانون  مثل  جنوب أفريقيا والشيلي، وبلدان أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية، وحدث جدل واسع في تونس حول ماهي الفترة التي من المفترض ان  تطال فيها المحاسبة الجميع، هل هي فترة حكم بن علي  أو بن علي وبورقيبة؟ او فترة ماقبل بورقيبة؟أو حتى  تطا ل معارضون ممن قاموا  بإنتهاكات مثل شباب حركة النهضة الحزب الحاكم الان  الذين قاموا بعملية باب سويقة التي استهدفت حزب التجمع الدستوري،والذي توفي على اثرها الحارس حرقا؟

المحاسبة
بدأت عملية تعقب المتورطين في هذه الانتهاكات منذ هروب بن علي وتمثلت في القاء القبض على العديد من معاونيه ،ومن اقرباءه المتورطين  في الفساد والقمع وسرقة ونهب أموال الشعب التونسي، وحتى  الآن  الشعب التونسي غير راض عن عدم جلب العديد من الأعوان للنظام السابق الذين  فروا لدول مثل السعودية وقطر وكندا، ويعتبر التونسيون أولئك ركائز لمنظومة القمع والاستبداد ويجب محاسبتهم.
ولا يخفي التونسيون قلقلهم من عدم مطالبة  حزب النهضة المقرب من دولة قطر  هذه الدولة بتسليم المطلوبين ،ولم يحدث ان طلبت الحركة من قطر تسليم اي مطلوب حتى الان، ومما زاد الطين  بلة هو تصريحات حمادي الجبالي  في زيارته للسعودية ،هو ان علاقات تونس والمملكة لايمكن ان يعكرها صفو طلب بن علي للمحاسبة في تونس،مما شكل صورة واضحة على رغبة الحكام الجدد في محاسبة صغار القوم وترك البقية دون عقاب.
وتقول ناشطة من تونس إن العدالة في تونس هي انتقائية وليست انتقالية حيث انه كل من يريد أخذ  صك غفران فعليه ان ينظم لحزب النهضة ويكون بعيدا عن سيف العدالة والقانون. وتقديم اكباش فداء ارضاءا لبعض الدول.

من هم الضحايا
 هنا  يثار الجدل حول من هم الضحايا، وبدا انقسام الرأي العام واضحا في هذا  الأمر  حيث ظهرت  اشكاليات واضحة بين  اعضاء حزب النهضة الذين طالبوا  بتعويضات حول مايسمى (سنوات الجمر) وبين الحزب اليساري الشيوعي الذي قال  مؤيديه انهم لا يرغبون في اي تعويضات ويتبرعون بهذا لصالح تنمية في ولايات تعاني من الفقر والتهميش، واتهمت حركة النهضة هولاء بأنهم يستعرضون عضلاتهم في الوطنية لكسب تأييد الشعب التونسي في  الانتخابات.
ولهذا تبقى مسألة تحديد من هم الضحايا مرتبطة بمسألة تحديد الفترة التي سوف تتم فيها المحاسبة  ومن هم الجلادين ويبقى بعد ذلك الانتقال  لمحاسبة الجلاد عبر منظومة قضاء يجب ان تكون نزيهة ،وعد العقاب يمكن للجلاد طلب الصفح من الضحية وحينها يمكن الانتقال  لمرحلة  تصفو فيها النفوس وتزاح الاحقاد تمهيدا لبناء دولة ديمقراطية،وهذا يتطلب إصلاح   كامل لمؤسسات الدولة التي ساهمت في كل هذه الانتهاكات. ترسيخا للمبادئ السامية لحقوق الإنسان.

غيداء التواتي
ليبيا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire